مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

القرض : عقد يتضمّن تمليك المال للغير مضموناً عليه ، والدين : كلّ ما انشغلت

به الذمّة سواء كان بعقد أم بدونه ، والقرض يسهم في وضع لبنة جديدة في صرح البناء التكافلي الإسلامي ، ويوفر للأفراد الذين يمرّون بضائقة مالية ما يسعفهم من مال لتسيير شؤونهم وكسر حلقة الضيق التي تحاصرهم وتضيّق الخناق عليهم.
وهناك آيات تحثّ على الإقراض وتناشد المؤمن بصيغة الاستفهام لتحرّك أريحيّته وتملأ قلبه بالعطف على المعوزين ابتغاءً لمرضاة الله ، كما في قوله تعالى : ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً... ) (1) ، وقوله عزّ من قائل : ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) (2).
ولا يخفى أنّ نسبة الشيء إلى الله تعالىٰ دليل على تعظيمه ، فلا ينسب شيء إليه عزّ وجل إلاّ للتعظيم ، كما يقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وولي الله عليه‌السلام ، وبيت الله ، ونحوها.
ويظهر من النصوص الدينية أن القرض أكثر ثواباً من الصدقة.
قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « لأن أقرض قرضاً أحبّ إليّ من أن أصّدّق بمثله » (3). ومرّد ذلك للثواب الكبير الذي يحصل عليه المقرض.
فالقرض هو النافذة المفتوحة أمام من ضاقت به السُبل ، وهو الفضاء المتسع لمن أراد الثواب ، عن الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أقرض ملهوفاً فأحسن طلبته ، استأنف العمل ، وأعطاه الله بكلّ درهم ألف قنطار من الجنّة » (4).
وعن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « من أقرض رجلاً قرضاً إلى ميسرة ، كان ماله في زكاة ، وكان هو في الصّلاة مع الملائكة حتّى يقضيه » (5).
**************************
(1) سورة البقرة : ٢ / ٢٤٥.
(2) سورة الحديد : ٥٧ / ١١.
(3) ثواب الأعمال : ١٦٧ / ٤.
(4) ثواب الأعمال : ٣٤١ / ١.
(5) الكافي ٣ : ٥٥٨ / ٣ ، باب القرض أنه حِمى الزكاة من كتاب الزكاة.