مجلة ريحانة الالكترونية

السيدة نفيسة سلام الله عليها العابدة الزاهدة

يجتمع ليلة ميلاد السيدة نفيسة سلام الله عليها جموع غفيرة من المؤمنين وفرق الشيعة بالإضافة إلى جماهير عديدة من أهل السنة في حرمها بمصر، وينشدون فيه المدائح والقصائد بالمناسبة، ويتوسلون إلى الله تعالى بالسيدة نفيسة لقضاء حاجاتهم.

ولدت هذه السيدة الجليلة في الحادي عشر من ربيع الأول سنة 145 للهجرة في مكة المكرمة. (1) أبوها الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وقيل: أمها أمّ ولد. عاشت مع أبيها في المدينة المنورة في الدار التي تقع في الجانب الغربي من المدينة مقابل بيت الإمام الصادق عليه السلام.

ولمّا بلغت السيدة نفيسة سنّ الزواج، رغب بها شباب آل البيت من بني الحسن والحسين صلوات الله عليهم، كما تهافت على خطبتها الكثير من شباب أشراف قريش؛ وذلك لما عرفوه من خيرها وبرّها، ودينها وصلاحها وتقواها ...  وكان أبوها يأبى عليهم جميعا، ويردّهم ردّا جميلا، إلى أن أتاها إسحاق المؤتمن ابن الإمام جعفر الصادق (ع)، فخطبها من أبيها.

فتزوجت السيدة نفسية وهي في الخامسة عشرة من عمرها بإسحاق المؤتمن وقد أنجبت السيدة نفيسة من زوجها ولدين، هما: القاسم، وأم كلثوم. (2)

رحلت السيدة نفيسة سلام الله عليها مع أسرتها إلى مصر، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش. وصلت السيدة نفيسة سلام الله عليها إلى القاهرة في 26 رمضان 193 للهجرة، ورحّب بها أهل مصر.

سكنت مع زوجها في بيت أحد التجار المصريين يعرف بجمال الدين بن عبد الله بن الجَصّاص، ثم انتقلت بعد عدّة شهور إلى بيت أمّ هانئ ومنها إلى بيت أبي السرايا أيوب بن صابر.

وحينما شعرت السيدة نفسية أن كثرة المراجعين لها يزعج صاحب الدار قررت الرحيل من مصر، ففزع الناس لقرارها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل والي مصر السري بن الحكم، وقال لها: "يا ابنة رسول الله، إنّي كفيل بإزالة ما تشكين منه". فوهبها دارًا واسعة، فبقيت في مصر إلى أن وافاها الأجل هناك. (3)

عندما سكنت في مصر ظهرت على يدها كرامات باهرة أدت إلى إسلام كثير من الناس نذكر أحد تلك الكرامات.

 فكان بجوارهم يهودية لها ابنة مقعدة لا تستطيع القيام، فقالت لها أمها يوما: إني ذاهبة إلى الحمام، ولا أدري ما نصنع بك، فهل لك أن نحملك معنا؟

فقالت: لا أستطيع ذلك.

قالت: هل تقيمين في البيت وحدك حتى نعود.

قالت: لا يا أماه، ولكن اجعليني عند هذه الشريفة التي بجوارنا حتى تعودي، فدخلت أمها إلى السيدة نفيسة، وسألتها في ذلك، فأذنت لها، فجاءت بابنتها إليها، فوضعتها في جانب من البيت، ومضت. فجاء وقت صلاة الظهر، فأحضرت السيدة نفيسة ماء، فتوضأت به، فجرى من مائها شيء إلى جانب الصبية المقعدة، فجعلت تمر به على أعضائها، فتمددت بإذن اللّه تعالى، فلما جاء أهلها خرجت إليهم تمشي، فسألوها عن شأنها، فأخبرتهم فأسلموا. (4)

ـــــــ

1ـ نجم الدولة، ص ۳۶۳، أهل البيت عليهم السلام في مصر: 243.

2ـ أهل البيت في مصر: 243.

3ـ أهل البيت في مصر: ص 244.

4ـ نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار صلى الله عليه وآله: ص388.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه