الروايات التي وصلت إلينا حول السيدة زينب(عليها السلام) قليلة لكن نستطيع أن نكتشف من خلالها مقام و منزلة هذه السيدة العظيمة عند أهل البيت(عليهم السلام).نشير إلى بعض هذه الروايات،منها:
السيدة زينب في لسان جدّها
عن السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)قالت: عندما حضن الرسول(صلّى الله عليه وآله)السيدة زينب(عليها السلام)بعد ولادتها بكى بكاء شديدا فقالت السيدة زهراء(عليها السلام):ممّ بكائك لا ابكى الله عينك يا ابتاه فقال(صلّى الله عليه وآله)يا بنية يا فاطمة اعلمي ان هذه البنت بعدك وبعدي تبتلى ببلايا فادحة...ان من بكى عليها وعلى مصابها كان ثواب بكائه كثواب من بكى على أخويها (1).
وهذا شأن عظيم حيث لم يرد في أحد قط هكذا نوع من الكلام وعن النبي(صلّى الله عليه وآله)أنه قال:كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإني أبوهم وأنا عصبتهم(2) وعنه(صلّى الله عليه وآله) أيضاً: إن الله جعل ذريتي في صلب علي ونعلم أن أولاد أميرالمؤمنين(عليه السلام)من السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) هم: الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم(عليها السلام).(3)
السيدة زينب في كلام أبيها
فقد قالت السيدة زينب(عليها السلام):فلما ضرب ابن ملجم أبي(عليه السلام)ورأيت أثر الموت منه قلت له:يا أبه حدثتني أم أيمن بكذا وكذا،وقد أحببت أن أسمعه منك،فقال:يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن،وكأني بك وببنات أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين،تخافون أن يتخطفكم الناس،فصبرا صبرا،فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم وغير محبيكم وشيعتكم ولقد قال لنا رسول الله حين أخبرنا بهذا الخبر أن إبليس في ذلك اليوم يطير فرحا..إلى آخره(4).
السيدة زينب في كلام اخيها الحسين (عليه السلام)
وكان الإمام الحسين(عليه السلام)لما أراد أن يودع أخته زينب(عليه السلام)وداعه الأخير قال لها:يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل (5).
هذا يدل على عدم تركها النوافل الليلة ولذلك طلب منها الإمام الدعاء له في نوافلها. جاء في بعض الاخبار أن الحسين(عليه السلام)كان إذا زارته زينب يقوم إجلالا لها وكان يجلسها في مكانه،ولعمري إن هذه منزلة عظيمة لزينب(عليها السلام)وأخيها الحسين(عليه السلام)(6).
السيدة زينب في كلام زين العابدين (عليه السلام)
عن الإمام زين العابدين(عليه السلام)يا عمة أنت بحمد الله عالمة غير معلمة،فهمة غير مفهمة،إن البكاء والحنين لا يردان من قد أباده الدهر(7)
ففي هنا شهد الإمام على علمها وفهمها.
عنه(عليه السلام)كذلك قال:إن عمتي زينب كانت تؤدي صلواتها من قيام الفرائض والنوافل عند سير القوم بنا من الكوفة إلى الشام.(8)
فبهذا الحديث أيضاً يمكن نستشهد بأن الإمام الحسين(عليه السلام)لماذا طلب منها أن تدعو له في نوافلها،وعنه أيضاً:أنها صلوات الله عليها ما ادخرت شيئا من يومها لغدها أبداً(9).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الخصائص الزينبية ، ص33.
2. كنز العمال ، ج12 ، ص116 / شرح إحقاق الحق ، ج9 ، ص654.
3. شرح فصول الحكم ، ص941.
4. بحار الأنوار ، ج 45 ، ص 183.
5. ليلة عاشوراء في الحديث والأدب ، ص65 / وفيات الأئمة (عليهم السلام) ، ص441.
6. وفيات الأئمة ، ص 436.
7. الإحتجاج ، ج2 ، ص31 / بحار الأنوار ، ج45 ، ص164.
8. رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ ، ص 169 / وفيات الأئمة ، ص441 / العقيلة والفواطم ، ص51.
9. رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ ، ص 168 / وفيات الأئمة ، ص441 / العقيلة والفواطم ، ص48.
