مجلة ريحانة الالكترونية

الثآليل.. كيف نتخلص منها؟

الثآليل عادةً ليست ضارةً، وغالباً ما تختفي وحدها مع الزمن، إلا أنها تشوه المظهر، فيما يمكن لبعضها،

مثل تلك التي تظهر في القدمين، أن تعيق المشي وتؤدي إلى الألم عند ممارسة الرياضة، ويمكن أن تتحول مهمة إزالة الثآليل إلى نوعٍ من التحدي إلا أن أكثر العلاجات فاعليةً، ولحسن الحظ، ليست علاجاتٍ تدخليةٍ.

 

لا تنمو الثآليل إلا في طبقة البشرة، أي المنطقة العليا من الجلد، ويحتوي الثألول القياسي على سطحٍ مرتفعٍ خشنٍ (إلا أن بعضها الموجود على الوجه يمكن أن يكون ناعماً ومنبسطاً)، وقد يكون مركز الثألول متبقعاً ببقعٍ صغيرةٍ غامقةٍ، وهي ليست سوى شعيراتٍ دمويةٍ لتغذية الثآلول.

ماهية الثآليل
تظهر الثآليل عندما تنمو خلايا الجلد بشكلٍ أسرع من المعتاد بعدما تصيبها عدوى الفيروس الحليمي البشري وتؤدي 10 سلالاتٍ من بين 150 سلالةً لهذا الفيروس إلى حدوث ثآليل الجلد، ومنها الثألول الشائع والثألول الأخمص والثألول المنبسط، وقد تؤدي سلالاتٍ معينةٍ من الفيروس إلى ظهور ثآليل عند الشرج.

وبينما تقود بعض أنواع الفيروس الحليمي البشري إلى حدوث سرطان عنق الرحم وأنواع سرطانات الأعضاء الجنسية، إلا أن سلالات الفيروس المسببة للثآليل نادراً ما ترتبط بحدوث السرطان، إننا جميعا نتعرض بشكلٍ أو بآخر إلى الإصابة تكراراً ومراراً بالفيروس الحليمي البشري - عندما نتصافح مع الآخرين أو نمسك بأكرة الباب مثلاً - إلا أن الثآليل تظهر لدى بعض منا فقط، وهذا أمر يصعب تفسيره.

ويتهدد الفيروس على وجه الخصوص الأشخاص البالغين والأطفال الذين يعانون اضطراباتٍ في جهاز المناعة، ولأسبابٍ لا تزال واضحةً تماماً فإنه يهدد أيضاً بعض العاملين في أعمالٍ ومهنٍ معينةٍ، مثل المتعاملين مع اللحوم والأسماك والدواجن. إلا أن أكثر التفسيرات احتمالاً هو أن بعض الأشخاص معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالثآليل.

الثآليل الجلدية ليست معديةً، إلا أن عدواها يمكن أن تنتقل من شخصٍ لآخر مباشرةً عبر تشققات الجلد بالدرجة الرئيسية، ومن الناحية النظرية فإنه من الممكن أن تنتقل العدوى عبر السطوح مثل أرضيات صالات تغيير الملابس أو الحمامات إلا أنه لا يمكن تحديد الطريقة التي انتقلت بها العدوى، ويمكن للثآليل الانتقال من موقعٍ في الجسم إلى موقعٍ آخر ولذا يجب غسل اليدين وكل الأشياء الملامسة للثآليل.

وتختلف العدوى الفيروسية للثآليل عن العدوى البكتيرية مثل عدوى المكورات العقدية في البلعوم، التي يمكن رصدها ومعالجتها والقضاء عليها لأنها تتم وفق نسقٍ واضحٍ محددٍ، إلا أنه لا يمكن التنبؤ بنسق حدوث الثآليل، لطبيبةٍ في الجلدية فإن الفيروس المسبب للثآليل يتمركز في الطبقة الأعلى من الجلد، ولذا لا يعرف متى وأين تم التقاطه، فقد يكون الفيروس موجوداً لسنواتٍ مضت، ثم يقوم بصنع الثآليل لأسباب لا نزال لا نفهمها، وحتى عندما تضمحل الثآليل، يمكن أيضاً رصد الفيروس على الجلد.
و تشير الدراسات إلى أن نحو نصف الثآليل تزول وحدها في غضون سنةٍ، فيما يزول ثلثاها في غضون سنتين، لذلك فإن «الانتظار اليقظ» هو خيارٌ جيدٌ بالتأكيد، إلا أن بعض الخبراء يوصون بالبدء الفوري للعلاج بهدف خفض تأثيرات الفيروس على المناطق المحيطة، وربما أيضاً لخفض خطر عودته.

الخيارات العلاجية التي تعتبر الأفضل:
حمض السلسيليك وهو العنصر الرئيسي في الإسبرين، فوفقا لإحدى الدراسات فإن حمض السلسيليك كان العلاج الأوحد الذي يوضع مباشرةً على الجلد والذي أدى إلى فاعليةٍ أقوى من العلاج الوهمي، ولا يكلف حمض السلسيليك إلا قليلاً وله آثارٌ جانبيةٌ ضئيلةٌ.وعند العلاج يمكن نقع الثألول في الماء لفترة 10 إلى 15 دقيقة (أثناء الاستحمام مثلا) وقص الجلد الميت له بورق الصنفرة emery board أو حجر الخفاف pumice stone ثم وضع حمض السلسيليك. ويمكن تنفيذ هذه العملية مرة أو اثنتين يوميا لفترة 12 أسبوعا،أّما الثآليل الموجودة في مناطق الجلد السميكة مثل كعب القدم فقد تستجيب للصقات التي توضع عليها لعدة أيامٍ متتاليةٍ، وهنا يجب الاستمرار في العلاج لأسبوعٍ أو أسبوعين بعد زوال الثألول بهدف منع عودته مجدداً.

العلاج بالتجميد
في هذا العلاج يقوم الطبيب برش النتروجين السائل على الثألول ومنطقةٍ صغيرةٍ محيطةٍ به، وتؤدي البرودة الفائقة إلى حرق الجلد مسببةً الألم، والاحمرار والتقرحات، وتتطلب إزالة الثألول بهذه الطريقة ثلاث أو أربع جلساتٍ علاجيةٍ، تجرى كل واحدةٍ منها كل أسبوعين أو ثلاثة، ولا تقدم أي جلساتٍ إضافيةٍ تحسناً يُذكر، وبعد شفاء الجلد يوضع حمض السلسيليك لحفز الجلد على التقشر، وقد وجدت بعض التجارب المنفردة على الأشخاص أن توظيف حمض السلسيليك أو تنفيذ عملية التجميد فعالتان بنفس المقدار وهما تؤديان إلى الشفاء بنسبة 50 إلى 70 في المائة، إلا أن هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن التجميد فعالٌ خصوصاً لثآليل اليد.

العلاج بالشريط اللاصق
وهو شريطٌ لاصقٌ فضيٌ، رغم أن النتائج كانت متفاوتةً فإن بعض النتائج السطحية تشير إلى أن هذه الوسيلة القليلة المخاطر تستحق التجربة، ففي دراسةٌ قورنت فيها عملية التجميد مع الشريط اللاصق، كان الشريط اللاصق فعالاً بنسبة 45 في المائة تقريباً مقارنةً بالتجميد، ولكن دراستين أخريين لم ترصدا وجود أي فائدةٍ له، إلا أنهما اعتمدتا على استخدام شريطٍ لاصقٍ شفافٍ بدلاً من الشريط اللاصق الفضي القياسي.
ولا يزال مفعول الشريط اللاصق غير واضحٍ تماماً - فلربما يؤدي وجوده إلى حرمان الثآليل من الأكسجين، أو أن الجلد الميت والدقائق المسببة له تزول مع اللاصق عند رفعه، ويلجأ بعض الناس إلى وضع حمض السلسيليك قبل لصق الشريط.

 الإزالة والقطع
أو التجفيف الكهربائي أو الكي والكحت وباستخدام تخديرٍ موضعيٍّ يقوم الطبيب بتجفيف الثألول مستخدماً إبرةٍ كهربائيةٍ ثم يقوم بكحته نهائياً، وتخلف هذه العملية الندوب (كما هو الحال أيضا عند إزالة الثألول بالمبضع، وهو خيارٌ آخرٌ). وهذه الوسيلة تخصص عادةً للثآليل التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى وينبغي تفاديها عموماً لعلاج ثآليل باطن القدم.

استشارة الطبيب
 متى تستشير الطبيب؟ إن بعض أشكال سرطان الجلد تتشابه في البداية مع الثآليل، وإن ظهر لديك ثألولٌ لا يتغير كثيراً في الحجم أو اللون أو الشكل، فلا توجد حاجةٌ لمراجعة الطبيب، ولكن إن كنت في الخمسينات من العمر وظهرت لديك ثآليل جديدةٍ، فعليك استشارة طبيب الأمراض الجلدية.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه