مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

يعتبر علماء النفس والأحيائيين الغريزةَ الجنسية من الغرائز المادية والثانوية للإنسان، أي: أنّ الميل الجنسي ميل طبيعي جعل في جبلّ الإنسان، وهي غريزة ثانوية؛ لأنّ عدم إرضاءها على نحو المطلوب - وإن لم ينتهي إلى الموت بخلاف الغرائز الأولية كالعطش والجوع والنوم -  لكن يؤدّي إلى اختلالات عديدة، منها الأمراض النفسيه كالوسواس والإكتئاب والانحرافات الجنسية نحو الإستمناء والمثلية

والاختلالات الجنسية كالبرودة أو ضعف الجنسية والجناية.
وقد أفرط فرويد، طبيب الأعصاب النمساوي الذي أسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث، في تأثير الغريزة الجنسية في النفس حتّى أنّه اعتبر الغريزة الجنسية أساس النشاطات البشرية، لكن علماء النفس المتأخرون عنه - وإن لم يوافقوه في شمولية هذه القاعدة - اتفقوا على أن كبح الغريزة الجنسية تؤدي إلى أمراض نفسية.
لكن الإسلام  أكّد على مشروعية هذه الغريزة وأشار إلى طبيعيتها وانتفاء الرذالة عنها، وهذا خلافاً  لما تعتقدها بعض الأديان السابقة، كما أن هناك رواية تتحدث عن أهمية الاسلام بهذه الغريزة الطبيعية، وقد ورد أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) أخبر بأن جمع من أصحابه اعتزلوا  نساءهم وآثروا العبادة على هذه السنة النبوية، فاحتج عليهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) رافضاً عمله بالقول: "ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات؟ ألا إني أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنهار ، فمن رغب عن سنتي فليس مني".(1) ورد هذه الحكاية في تفسير القمي ذيل آية 87 من سورة المائدة:
 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٨٨)
ــــــــــــ
1.    العلامة الطباطبايي، تفسير الميزان، ج 6، ص 103.

 

المنبع: كتاب "التربية الجنسية في الكتاب والسنة"، علي نقي الفقيهي