مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

قد استفاضت الأخبار بالإشادة بصلة الأرحام والحث على التودد إليهم يقول الإمام

الرضا عليه‌السلام :
« يكون الرجل يصل رحمه ، فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين ، فيصيرها الله ثلاثين سنة ، ويفعل الله ما يشاء ».
وعن الإمام محمد الباقر عليه‌السلام قوله :
« صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال ، وتدفع البلوى ، وتيسر الحساب وتنسيء في الأجل ».
وفي خبر آخر :
« صلة الرحم تحسن الخلق ، وتسمح الكف ، وتطيب النفس ، وتزيد في الرزق ، وتنشئ في الأجل » جاء ذلك عن الإمام الصادق عليه‌السلام » (١).
وليس المراد بصلة الرحم هو الاقتصار على الأمور المالية ومد يد المساعدة إليهم بل القصد من وراء ذلك إظهار العطف والود وعدم الإنقطاع عنهم.
وقد ضرب الإمام الصادق عليه‌السلام مثلاً لأدنى ما يمكن إظهار للأرحام فقال :
« صل رحمك ولو بشربة من الماء » (٢).
وقد جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( قوله ) :
« أبغض الأعمال إلى الله الشرك بالله ثم قطيعة الرحم » (٣).
وقد طفحت كتب الحديث بالأخبار التي تحدثت عن الخلفيات التي تترتب على قطيعة الرحم.
هذه لمحة عن صلة الرحم ، وقطيعتها على نحو العموم.
أما في خصوص الإنفاق عليهم ، ومساعدتهم بالمال ، ونحوه فقد جاء ذلك مصرحاً في الأخبار التالية.
فعن الإمام الصادق عليه‌السلام :
« الصدقة على مسكين صدقة ، وهي على ذي رحمٍ صدقة ، وصلة » (4).
وعن الإمام الحسين عليه‌السلام أنه قال :
« سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :
إبدأ بمن تعول : أمك ، وأباك ، واختك ، وأخاك ، ثم أدناك ، فأدناك وقال : لا صدقة ، وذو رحمٍ محتاج » (5).
وسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :
« عن أي الصدقة أفضل ؟ فقال : على ذي الرحم الكاشح ».
هذا إذا أخذ الإنفاق على الأرحام من الأخبار الشريفة. ومن إطارها الذي يعتبر الصورة الأخرى المعبرة عن الكتاب المجيد.
وأما الانفاق من الناحية الإجتماعية ، فنراه مطابقاً لما تقتضيه الأصول الإجتماعية ... ذلك لأن الإعراض عنهم يكوم موجباً لزرع بذور الفتنة والقطيعة بين أفراد الأسرة الواحدة بينما حرص الإسلام على لمّ شملها ، وجمعها.
على أن الكثير من الناس يتقبل من الرحم ، وتسمح نفسه أن يتقبل من الإقرباء هدية بينما لا يخضع لغيره. ولا تسمح نفسه للجوء إليه مهما كلف الثمن.
ولهذا رأينا الأخبار تؤكد على البدء بالعطاء ، والاحسان إلى القرابة وفي مقدمتهم أهل المحسن كما جاء عن الإمام الحسين عليه‌السلام في حديثه المتقدم.
************************
(١ و ٢ و ٣) لاحظ لهذه الأخبار أصول الكافي : ٢. ١٥٠ ـ ١٥١ ، وجامع السعادات : ٢ / ٢٥٩.
(4) البحار : ٩٦ ، ٣٧ ، ١٤٧ ، ١٥٩.
(5) البحار : ٩٦ ، ٣٧ ، ١٤٧ ، ١٥٩.