مجلة ريحانة الالكترونية

الأطفال و التدليل الزائد

ـ التدليل الزائد :

وهو من الاساليب التربوية الخاطئة، وله نفس خطورة أسلوب القسوة الزائدة فهما على طرفي نقيض ، ويتسم كلاهما بالتطريف في المعاملة.
والتدليل الزائد يعني اشباع كل رغبات الطفل إشباعا فورياً دونما تأجيل ،إشباعا عاطفيا وماديا بشكل مبالغ فيه، وعدم كف الطفل عن السلوك غير المرغوب فيه، وعدم استخدام أي نوع من العقاب حتى لو أخطأ خطأ جسيماً ، وربما يصل الامر الى تشجيعه لمزيد من التخريب.
ويسرد الاباء مبررات لتدليلهم أبناءهم تدليلاً زائداً ـ بالطبع أن يصبح أبناؤهم أبناءً مشكلين ـ ولذا أود أن أحذر كل مرب من هذه المبررات حتى لا يقع فيها بدوافع الحب الزائد والزائف للابن ومن ثم يفسد من حيث يريد الاصلاح ومن هذه المبررات:
ـ الدوافع الشعورية واللاشعورية للتدليل الزائد للأبناء :
1ـ ان الطفل وحيد وتم تدليله حتى لا يشعر بالوحدة.
2ـ إنه ولد وحيد أخواته البنات أو بنت وحيدة مع أخوتها الاولاد.
3ـ انه الطفل الاخير(آخر العنقود سكر معقود).
4ـ انه طفل مريض.
5ـ ان ذلك الطفل رزقنا به في الكبر.
6ـ لأن والده عومل بقسوة زائدة ولذا فهو يعكس المعاملة مع ابنه.
7ـ إنه طفل يتيم.
8ـ أعوضه الحرمان المادي والمعنوي الذي عانيت منه في الطفولة.
9ـ أريد أن يكون أفضل الابناء(طفل مثالي).
ـ أثر التدليل الزائد على الابناء: ـ
هيا أيها المربي نتعرف على نتائج هذا الاسلوب التربوي الخاطئ.
1ـ شخصية اعتمادية : من أخطر نتائج أسلوب التدليل ان الطفل يصبح اعتماديا على الام ثم اعتماديا على الاسرة ثم اعتماديا على الاخرين في كل شئون حياته، اعتماديا بشكل معنوي ومادي، لأنه لم يعتاد الاعتماد على نفسه بل كان يقوم غيره بقضاء شئونه، وقد يصل الامر الى الاعتماد على المواد المخدرة اذا واجهته عقبة في حياته ؛ لأنه لا يملك استراتيجيات مواجهة الضغوط لأن والديه لم يتركا له فرصة مواجهة اي ضغوط بنفسه ، ولم يتعلم الصبر، وتأجيل الاشباع وإنما اعتاد الاشباع الفوري.
2ـ عدم القدرة على تحمل المسئولية: ومن النتائج السلبية للتدليل الزائد أن الطفل يشب غير قادر على تحمل المسئولية لأنه لم يتدرب على ذلك شيئاً فشيئاً بدءاً من ترتيب سريره وحقيبة مدرسته وانتهاء بتحمله مسئولية نفسه في الامور التي تخصه ، ولذلك قد يضعف مستوى التحصيل الدراسي لدى الابن لأنه لا يستطيع تحمل مسئولية المذاكرة، وربما يهرب من المدرسة ومن الخدمة العسكرية ومن بيت الزوجية عائداً الى أمه (أو أمها)كي تحل لهم مشاكلهم.
3ـ الانانية : فالطفل المدلل يتم تلبية كل رغباته، ولذا فهو يظن أن كل الاشياء ملكه، وليس لاحد
فيها حق، ولذا لا يعطي أحداً شيئا.
4ـ التمركز حول الام ومن ثم التمركز حول الذات.
5ـ عدم القدرة على أتخاذ القرارات .
6ـ فوضوي : لأنه لم يعاقب يوماً على سلوك سيء، ولم يتعلم النظام.
7ـ الاساليب الهروبية في مواجهة الضغوط : كالهروب من المدرسة والهرب من تحمل المسئوليات والهرب من مسئوليات الزواج بعد ذلك، والهروب بالنوم، والهروب بالإدمان.
8ـ عدم القدرة على اقامة علاقات ناجحة : لأنه يصبح أنانياً محبا لنفسه ، غير قادر على العطاء حيث اعتاد على الاخذ فقط.
9ـ العناد : التدليل الزائد يجعل الطفل عنيداً لأنه لا يستطع تنفيذ اي طلب أو اي امر ، لأنه اعتاد على القيام بدور الآمر الناهي.
10ـ الملل وعدم السعادة : لان كل ما طلبه وجده ومن ثم يصيبه الملل لأنه مثلا غير متعلق بأمل في لعبة سوف تأتي لاحقا تعطيه حافزاً للحياة والعمل، ونحن نعرف ان من يلبي له كل رغباته ربما ينتحر من الملل وعدم السعادة ، وخذ نسبة الانتحار في كندا مثلاً، فبالرغم من ان لديهم أعلى معدل من الدخل القومي للفرد، وكل الرغبات محققة، فلم يجد البعض أمامه إلا الانتحار كي يجرب شيئا مثيرا وجديداً وكي يتخلص من حالة الملل وعدم السعادة.
11ــ التدخين والادمان : ومن نتائج استخدام أسلوب التدليل الزائد في التربية أن يعتاد الطفل على الاشباع الفوري، غير مؤجل لرغبة، وبالتالي لا يستطيع تأجيل الاشباع ولا يستطيع تحمل الحرمان والضغوط، وطبيعة الحياة لا بد وان تكون بها إحباطات وضغوط، لكن الشخص الذي تم تدليله وعدم تدريبه على تحمل الضغوط يصبح فريسة سهلة لبائعي المخدرات لانهم يقنعونه بسهولة بأن المخدرات كفيلة بأن تنسيك همك وتحل مشكلاتك، ولأنه كان معتمدا على غيره في الصغر في حل مشكلاته أصبح تاجر المخدرات بمثابة الأم المدللة المخلصة من الآلام، والمخدر هو الإشباع الفوري للرغبة...
----------------------------
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص88-91

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه