مجلة ريحانة الالكترونية

اجر عجيب لزيارة الحسين _ عليه السلام ـ

يترتبان على زيارته عليه السلام ينبغي افرادهما بالذكر.

اما الاجر العجيب: فهو ما في رواية مروية بأسانيد معتبرة رواها الصدوق والسيد ابن طاووس والكفعمي ومؤلف المزار الكبير، وحاصلها: ان كاتب الاعمال الحسنة واجرها يشتغل بالكتابة من حين عزم الشخص على الزيارة الى يوم ينفخ في الصور فهي من الاعمال الصالحة المستمرة حقيقة لا حكما، وذلك من اعلى افراد الباقيات الصالحات، وليس محض اثار حكمية كغيرها من الصدقات الجاريات والاثار اللاحقات، وهذا كله علاوة على صفات خاصة تحصل له حتى بالنسبة الى المتولي لقبض روحه.


ومما تنبهر له العقول ست عشرة فضيلة خاصة في كل واحدة منها اكثر من مائة فضيلة.

احدها اعطاء كفل من الرحمة في كل كلمة من الزيارة التي فيها. واعجب من ذلك كله بعض اجرها وثوابها ففي الرواية الشريفة العجيبة انه سأل الصادق (ع) او جابر الجعفي: كم بينك وبين قبر الحسين (ع)؟ قلت: بأبي انت وامي يوم وبعض يوم، قال: فتزوره؟ قلت: نعم جُعلت فداك، فقال: ألا ابشرك؟ ألا افرحك ببعض ثوابه؟ قلت نعم جعلت فداك، قال (ع) " ان الرجل منكم ليأخذ في جهازه، ويتهيأ لزيارته، فيتباشر به اهل السماء، فاذا خرج من باب منزله، راكبا او ماشيا، وكّل الله تعالى به اربعة آلاف من الملائكة يصلون عليه حتى يوافي الحسين عليه السلام، يا مفضل، اذا اتيت قبرالحسين (ع) فقف بالباب وقل هذه الكلمات فان لك بكل كلمة كفلا من رحمة الله تعالى، فقلت: ما هي جعلت فداك؟ قال (ع) فتقول:

السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله، السلام عليكم يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا واراث ابراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمـد حبيب الله، السلام عليك يا وارث وصي رسول الله، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك يا وارث فاطمـة بنت رسول الله، السلام عليك ايها الشهيد الصدّيق، السلام عليك ايها الوصيّ البر التقي، السلام عليك وعلى الارواح التي حلّت بفنائك، واناخت برحلك، السلام على ملائكة الله تعالى المحدقين بك، اشهد انك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله تعالى مخلصا حتى أتاك اليقين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

ثم تسعى فلك بكل قدم رفعتها او وضعتها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله تعالى، فاذا استلمت القبر فاستلمه بيدك وقل: " السلام عليكم يا حجة الله تعالى في سمائه وارضه ".

ثم تمضي الى صلاتك، ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حج واعتمر الف حجة والف عمرة واعتق الف رقبة، وكأنما وقف الوقوف في سبيل الله: اي: هو الجهاد في سبيله تعالى في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل.

فاذا فرغت من عند قبرالحسين (ع) ناداك مناد لو سمعت مقالته لاقمت عمرك عند قبر الحسين (ع) وهو يقول: طوبى لك ايها العبد قد غنمت وسلمت، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، فاذا مات هو في عامه او في ليلته او يومه لم يلِ قبض روحه الا الله تعالى، ويقبل الملائكة معه، ويستغفرون له، ويلون عليه حتى يوافي منزله، فتقول الملائكة: يا رب هذا عبدك قد وافى قبر ابن بنت نبيك، وقد وافى منزله فأين نذهب؟ فيناديهم النداء: يا ملائكتي قفوا عند قبر عبدي، وسبّحوا وقدّسوا واكتبوا ذلك في حسناته الى يوم القيامة.

واما الصفة الخاصة التي تحصل للزائر بمقتضى الاخبار، وينبغي ذكرها مستقلة فهي: ان من زارالحسن (ع) فقد زار الله تعالى في عرشه، وهو كناية عن نهاية القرب الى الله تعالى والترقي الى درجة الكمال.

وفوق هذه الصفة صفة اخرى، انه يدرك بها زيارة الرب فانه قد ورد انه يزوره الله تعالى كل ليلة جمعة ادرك زيارة الرب له، وزيارته للرب.

وزيارة الرب له كناية عن افاضة خاصة من الرحمة عليه في ذلك الوقت فمن ادركها لا يمكن ان يصير محروما منها، ولا يتصور ان لا يناله نصيب منها، وزيارته للرب تعالى كناية عن نهاية القرب اليه، فاذا اجتمعا حصلت له خصوصية مرتبة من شمول الرحمة الالهية.

وفي رواية اخرى: انه من اراد ان ينظر الى الله تعالى يوم القيامة فليكثر من زيارة الحسين عليه السلام.

فهذه ثلاث عبارات: زيارة الله تعالى والزيارة مع الله تعالى والنظر الى الله تبارك وتعالى.

وهي عبارة عن نهاية ما يتصور للمخلوق من الترقي الى درجات القرب، ولهذا جعلت هذه الصفة بابا مستقلا فانها تقابل جميع القضايا وتفوق عليها.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه