مجلة ريحانة الالكترونية

أسباب الارتجاع الصامت عند الرضع وعلاجه

بعد أن رزقني الله بمولودي الأول، شعرتُ بأن ابني في أغلب الأوقات تبدو عليه علامات عدم الارتياح، كان يرفض الرضاعة ويرجع برأسه إلى الخلف، معلنًا أن هناك أمرًا ما يزعجه، كان يبكي دائمًا إذا حملته بشكل مائل، أو وضعته على ظهره، ويهدأ عندما أحمله بشكل عمودي، سمعتُ تعليقات كثيرة من نوع: "ابنك كثير البكاء" و"أنت من عودتِه على الحمل"، وغيرها من التعليقات المحبطة، ولكنني قررت أن أذهب إلى الطبيب لأفهم ما الأمر، فصغيري لا يعرف لغة للتعبير عما داخله غير البكاء، ومعنى أنه يبكي هكذا فإن هناك أمرًا ما حتى وإن عجزتُ عن فهمه.

وبالفعل، بعد أن فحصه الطبيب، أخبرني بأن صغيري يعاني من الارتجاع الصامت، ونصحني باتباع بعض الخطوات التي تخفف من حدته، لذا قررتُ أن أكتب هذا المقال لكل أم جديدة، لتتعرف على أسباب الارتجاع الصامت عند الرضع وأعراضه، وكيفية التعامل معه.
ما هو الارتجاع الصامت؟

الارتجاع هو خروج الحليب من المعدة إلى المريء، ففي حالة ارتجاع المريء العادي يندفع الحليب من الفم فيسهل التعرف عليه، أما في حالة الارتجاع الصامت، يخرج الحليب من المعدة إلى المريء، ويصل إلى الحلق والفتحة الخلفية للأنف، وقد يصل إلى الفم ويبتلعه الرضيع مرة أخرى، لذا سُمي بالارتجاع الصامت، إذ إن أعراضه تحدث بالداخل، وهو أكثر ألمًا من الارتجاع العادي، إذ إنه قد يؤثر في الحنجرة والجهاز التنفسي في بعض الأحيان، ويشعر الرضيع بحرقة في المريء نتيجة لخروج عصارة المعدة الحمضية مع الحليب.
أسباب الارتجاع الصامت عند الرضع:

    ضعف عضلة المريء نتيجة لعدم اكتمال نموها.
    طبيعة نوم الرُضع على ظهورهم تزيد من احتمالية حدوث الارتجاع.

أعراض الارتجاع الصامت لدى الرضع:

    رفض الرضاعة مع إرجاع الرأس إلى الخلف.
    سماع صوت البلع في غير أوقات الرضاعة، نتيجة لارتداد الحليب لفم الرضيع وبلعه مرة أخرى.
    خنفرة وانسداد بالأنف.
    مشكلات في البلع (شرقة وسعال).
    رغبة في القيء.
    التهاب الحلق المتكرر.
    وجود رائحة حمضية في الفم.
    كثرة التجشؤ.
    اضطراب النوم، خاصة عند نومه على الظهر.

إذا لاحظتِ وجود أي من الأعراض السابقة على طفلكِ الرضيع، فعليكِ زيارة الطبيب لفحصه وتشخيص حالته ووصف العلاج المناسب له، واستبعاد إصابته بحساسية الطعام أو الألبان، إذ تتشابه كثير من الأعراض السابقة مع أعراض الحساسية بأنواعها المختلفة، لذا فإنه من الضروري زيارة لطبيب والتأكد من حالة رضيعكِ.
نصائح للتخفيف من حدة الارتجاع الصامت لدى صغيركِ:

    أرضعي صغيركِ بزاوية مائلة قليلًا، وليس بزاوية أفقية.
    قسمي الرضعات بحيث تكون كمية الحليب أقل في الرضعة الواحدة، مع زيادة عدد مرات الرضاعة على مدار اليوم.
    احرصي على تجشؤ رضيعكِ في منتصف الرضعة وبعد إنهائها.
    احملي طفلكِ في وضع قائم بعد الرضاعة لمدة نصف ساعة.
    ارفعي سرير صغيركِ ليكون مائلًا بزاوية 45 درجة.
    تجنبي الملابس الضيقة حول منطقة البطن، كذلك لا تغلقي الحفاض بإحكام زائد فيضغط على بطنه.
    قللي من تناولكِ للأطعمة التي تحفز زيادة إفراز الحامض في حالة الرضاعة الطبيعية، مثل: الثوم والبصل والأطعمة الدهنية والشاي والقهوة والشوكولاتة والفواكه الحمضية والليمون، واستبدليها بالخضروات والأطعمة قليلة الدسم.
وأخيرًا، تذكري أن الطفل الذي يعاني من الارتجاع الصامت يتألم كثيرًا دون أن نشعر به، فهو لا يبكي لمجرد إزعاجنا، بل إنها طريقته الوحيدة في التعبير عما بداخله، فتحلي بالصبر وتحملي المجهود المضاعف الذي ستبذلينه معه، واحتضنيه واهمسي في أذنه أنكِ تحبينه كثيرًا.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه