مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

قلنا فيما سبق إنّ الله طلب من الزوّج أن يوسّع على عياله ولا يبخل فيما آتاه الله من النعم ، لعلل قدمناها لك.

ولكن كل ذلك فيما إذا كان الزوج موسراً وأما إذا كان معسراً من أول زواجه أو عرض عليه الإعسار فيما بعد ، فعلى الزوجة أن تصبر على الضراء وتدعو له بالفرج بعد الشدة والإيسار بعد الإعسار

.

والزوجة المؤمنة هي التى تصبر على مكاره الدنيا ومرارة العيش ولا توقع زوجها في الحرام للحصول على حياة أفضل ، فلو ساعدت زوجها لرفع هذا الحالة الطارءة بالصبر والقناعة والدعاء له لنظر الله عزوجل إليهما بلطفه وكرمه ووسّع عليهما إن شاء الله.

قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : إيّاك أن يطمح بصرك إلى من هو فوقك فكفى بما قال الله عزوجل : ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم وقال : ولا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا ، فإن دخلك شيء فاذكر عيش رسول الله فإنّما كان قوته الشعير وحلوة التمر ووقوده السعف إذا وجده.
فالأمر هنا وإن كان متوجهاً إلى الرجال ولكن في الحقيقة هذا أمر مشترك بينهما ، فلو أن المرأة لم تطمح نظرها إلى من هو فوقها في الامور الدنيوية لم تجبر زوجها في أيام العسرة أن يوسع عليها.

فعليها أن تصبر حتّى لا تشملها قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتي زمان على الناس يكون هلاك الرجل على يد زوجته وأبويه ، يعيرونه بالفقر ويكلفونه مالا يطيق فيه ، فيدخل المداخل التي يذهب فيها دينه فيهلك.