مجلة ريحانة الالكترونية

آداب الإفطار والسحور

لصيام شهر رمضان الفضیل فوائد صحيّة كثيرة أثبتها العلم في دراسات عديدة، ومنها منح إجازة للجهاز الهضمي كي يستعيد خلالها عافيته، وتخليص الجسم من النفايات والسموم وتخفيض مخزونه من الشحوم والكوليسترول، بالإضافة إلى معالجة ارتفاع ضغط الدم ومحاربة البدانة والمساعدة في التخلص من إدمان النيكوتين (السجائر) والكافيين ومعالجة الحساسيّة والصدفيّة والتهاب المفاصل.

قال الإمام الصادق علیه السلام: «کانَ رَسولُ الله صلی الله علیه وآله إذا أفطَرَ بَدَأَ بِحَلواءَ یُفطِرُ عَلَیها، فَإِن لَم یَجِد، فَسُکرَةٍ أو تَمَراتٍ، فَإِذا أعوَزَ ذلِك کلُّهُ، فَماءٍ فاتِرٍ، وکانَ یَقولُ: یُنَقِّي المَعِدَةَ وَالکبِدَ».(1)
الماء بعد الأكل والفواكه ضار
إن تناول الماء مع الطعام وبعد الطعام والفواكه مباشرة ضار، ويسبب عسر الهضم وفساد الطعام وإنتاج مواد سامة. عن الإمام الرضا أنه قال: «مَن أرادَ أن لا تُؤذِیهُ مَعِدَتُهُ فَلا یشرَب عَلى طَعامِهِ ماءً حَتّى یفرُغَ مِنهُ، ومَن فَعَلَ ذلِكَ رَطِبَ بَدَنُهُ، وضَعُفَت مَعِدَتُهُ، ولَم تَأخُذِ العُروقُ قُوَّةَ الطَّعامِ؛ لِأنـَّهُ یصیرُ فِی المَعِدَةِ فِجّا إذا صُبَّ الماءُ عَلَى الطَّعامِ أوَّلاً فَأَوَّلاً».(2)
ومن وجهة نظر الطب التقليدي والطب الحديث، لا ينصح بتناول كميات كبيرة من الماء في وجبة الإفطار، خاصة بين وجبة الطعام؛ لأنه يخفف من عصير المعدة وإنزيمات الجهاز الهضمي، ويعطل عملية الهضم، كما أن الماء البارد في الأول الإفطار يضعف المعدة، ويزيل حرارة ودفء المعدة.
السحور في الأحاديث
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ أَلَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَی الْمُتَسَحِّرِین».(3)
وعن الإمام الصادق علیه السلام: «أفضَلُ سَحورِکمُ السَّویقُ وَالتَّمر».(4)
عند ما نمعن النظر في قول النبيّ صلى الله عليه وآله: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ» نرى أنّه يُريد أن يُبيّن أهمية السحور، وعدم حذفه من النظام الغذائي، وهذا ما يفعله بعض الأشخاص وهو خطأ فادح؛ لأنّ الشخص يصرف طاقةً طوال اليوم؛ لكي يعمل خلال اليوم، وكذلك يصرف الطاقة حتى لو كان نائماً، فلابدَّ من تأمين مصدرٍ لهذه الطاقة، فعند عدم وجود أيّ مصدر لهذه الطاقة، سيتضرر الجسم قطعاً.
السحور مستحب و ليس بواجب بالنسبة للصائم، ويتأكد هذا الاستحباب في صيام شهر رمضان المبارك، والمقصود بالسحور هو أكل شيء -ولو قليل- كقطعة خبز، أو شرب شيء من اللبن أو الماء، وبه يحصل الصائم على ثواب السحور. ولقد كان سحور أهل البيت عليهم السلام مختلفاً حسب الحاجة والظروف. وأما بالنسبة إلى الكمية التي يمكن تناولها أو شربها لدى السحور، فالميزان في ذلك هو الكمية التي ترتفع بها حاجة الصائم نفسه بالنسبة للطعام والشراب بحيث يقوى على الصيام بالشكل الذي لا تتضرر صحته، ويكره الإكثار من الطعام والشراب بصورة عامة، وبصورة خاصة بالنسبة إلى الصائم؛ وذلك لأن الإكثار من الطعام والشراب يتنافى مع فلسفة الصيام.
تلميح:
وهنا لابد من الأشارة إلى شيء مهم وهو عندما يذكر الحلاوة في الروايات الشريفة يقصد الحلويات الطبيعية مثل التمر والزبيب والعسل ... إلخ. والحلاوة الطحينية المذكورة في الأحاديث الشريفة كانت مصنوعة من سكر طبيعي مثل عصير التمر والعنب أو العسل لعدم وجود السكر الصناعي في ذلك الوقت، فيوصى بتناول الحلاوة للإفطار في حالة كون حلاوتها مكتسبة من شيء طبيعي.


1ـ الکافي: ج 4، ص 153؛ المقنعة: 317.
2ـ طبّ الإمام الرضا عليه السلام: ص 35.
3ـ المقنعة: ص 316.
4ـ تهذیب الأحکام: ج 4، ص 198؛ المحاسن: ج 2، ص 290.


 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه